في بداية الحرب العالمية الثانية أعلنت الدنمارك حيادها، وظلت مَحميَّة معظم مدة الحرب حتى احتلتها ألمانيا، ولم تستطع الدنمارك مقاومة ألمانيا حينها.
غزو الدنمارك من قبل ألمانيا تمهيداً لغزو النرويج، لم تستطع الدنمارك مقاومة ألمانيا
لم يكن احتلال الدنمارك هدفاً مهماً للحكومة الألمانية في البداية، لكنها أقدمت عليه لسببين: تسهيلاً لهدف أهم كانت خططت له، هو غزو النرويج، وإجراءً وقائياً من رد بريطاني متوقع.
وصفت القوات الدنماركية “بالقزمة” أمام التجهيزات العسكرية الألمانية.
فلم تكن مساحتها وعدد سكانها بشيء أمام ألمانيا، كما كانت أراضيها المنبسطة تسهل جداً للدبابات الألمانية اجتياحها.
فمنطقة يوتلاند مثلاً ملاصقة لمنطقة شلسفيغ هولشتاين الألمانية، ولذا كانت مفتوحة على مصراعيها لهجوم دبابيّ سهل.
وليس في الدنمارك سلاسل جبلية مساعِدة على المقاومة كما في النرويج.
بالإضافة إلى أن سياسة الدنمارك قبل الحرب كانت تعتمد على عدم تزويد جنودها بالعتاد العسكري الثقيل خوفاً من أن تغزوها ألمانيا.
إلا أن هذا الخوف بالتحديد هو ما تسبب في احتلالها من قبل ألمانيا من عام 1940 حتى عام 1945 عندما انتصر الحلفاء على النازيين.
إذ لم تبدي الدنمارك بعتادها العسكري المهترئ أية مقاومة أمام ألمانيا بقواتها الأعلى تقنية والأعظم عدداً.
“الغرب قريب من روسيا” سبب القلق الدنماركي والألماني بحسب المؤتمر اليوم
شطب أدولف هتلر عبارة “طرف يوتلاند الشمالي” وكتب مكانها كلمة “الدنمارك”
رأى المخطِّطون العسكريون الألمانيون أن عملياتهم في النرويج يَلزمها إنشاء قاعدة في شمال يوتلاند -مطار آلبورغ تحديداً- فخططوا لاحتلال أجزاء من الدنمارك.
حُسم الأمر عندما شطب أدولف هتلر عبارة “طرف يوتلاند الشمالي” وكتب مكانها كلمة “الدنمارك”.
لم تكن حماية الأقلية الألمانية في الدنمارك هي الهدف حينها، ولا حتى استرداد مقاطعة شمال يوتلاند التي أخذتها الدنمارك من ألمانيا بعد استفتاء عامّ ناتج عن معاهدة فرساي.
كان المبرر الألماني الرسمي للاحتلال: الرغبة في حماية الدنمارك من غزو بريطاني والتمهيد لاحتلال النرويج.
قاوم الحرس الملكي في كوبنهاغن، ووحدات في جنوب يوتلاند القوات الألمانية في عدة مواقع، على الرغم من قلة العدد والعتاد.
زعمت ألمانيا أن الاحتلال لحماية الدنمارك من فرنسا وبريطانيا العظمى، أسقطت طائرات ألمانية منشورات “أوبروب” الشهيرة على طرقات كوبنهاغن، داعيةً الدنماركيين إلى الاستسلام بلا مقاومة.
لاحقاً، أكد العقيد لوننج (كان مخابراتياً بالجيش الدنماركي) أن الاستخبارات الدنماركية كانت على علم بأن الهجوم سيقع في 8/9 إبريل.
وحذرت الاستخبارات الحكومة حينها من هذا الغزو، كما أصدر هيرلوف سيلي (السفير الدنماركي في ألمانيا حينئذ) تحذيراً مباشراً، لكن أهملت الحكومة التحذيران.
مات في الاجتياح 16 جندياً دنماركياً، وبعد ساعتين استسلمت الحكومة الدنماركية،
إذ رأت المقاومة غير مجدية، وأملت أن تتوصل إلى اتفاق مربح مع ألمانيا.
حيث رأى مجلس الوزراء الدنماركي أن مواصلة المقاومة لن تسفر إلا عن خسائر غير مجدية في الأرواح الدنماركية،
فقرر الخضوع لألمانيا “مع إعلان احتجاجه”.
واصلت المؤسسات الدنماركية عملها بصورة طبيعية نسبياً حتى 1945، خلاف بقية الدول التي احتلتها ألمانيا.
كما استقالت الحكومة الدنماركية احتجاجاً على مطالبة ألمانيا بتطبيق عقوبة الإعدام على تهمة التخريب.
نشأت حركة مقاومة فعالة ضد الاحتلال النازي قرب نهاية الحرب،
وتم إنقاذ معظم اليهود الدنماركيين في 1943، بعدما أمرت السلطات الألمانية باعتقالهم ضمن حوادث الهولوكوست.
تابعوا أخبار الدنمارك والعالم على جوجل نيوز اضغط هنا